أكد د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن النظام القمعي الذي كان سائدا في عهد ما قبل الثورة هو الذي أفرز حالة من الفوران والهياج
لدى كل من المنضبطين والمجرمين على حد السواء، في أعقاب الثورة، معقبا على حالة الغضب العنيف والشجار حول أبسط الأمور، وعلاقتها بالحالة النفسية للمصريين.
وأضاف من خلال حلقة أمس من برنامج " الستات ما يعرفوش يكدبوا" على قناةCBC الفضائية أن الغضب هو انفعال مؤلم يصاحبه حالة هياج وإستثارة في الجهاز العصبي، يتوقف خلالها التفكير العقلاني المنطقي و تقل السيطرة النفسية للفرد، ومن ثم تنطلق غريزة العدوان باكتساح والتي يمكن أن تخلف على أثرها كوارث ومآسي إنسانية لا حصر لها.
وشدد على أن الفارق بين الحدث ومظاهر الغضب أو ما يسمى ب "النقطة B" من معتقدات وحديث النفس وحوارا داخليا هو الذي أشعل شرارة الغضب، ولذلك فإنه يجب القيام بتدريبات نفسية وروحانية معينة في هذه الفترة الزمنية لتلافي الاستثارة الممكنة كالوضوء والذكر على سبيل المثال . وأوضح على أنه يجب التفريق بين ثلاثة أنواع للغضب، النوع الأول هو الغضب كحالة عابرة يمكن أن تعتري كل شخص، والنوع الثاني هو الغضب كسمة شخصية وجزء لا يتجزأ من مكونات الشخصية، أما النوع الثالث فهو الغضب كأحد الأعراض المرضية للأمراض النفسية مثل الفصام والاضطراب الوجداني والاكتئاب.
وفي السياق ذاته، أكد إيهاب ماجد خبير التنمية البشرية على أن الغضب هو حالة شعورية يحدث عندما يتم كسر قاعدة معينة أو اعتقاد ما لدى الفرد، مشيرا إلى أن هناك من الأشخاص من يبررون أى سلوك غضبي، أو أية تصرفات عدوانية من خلال مثلث الأعذار، والذي تتكون أضلاعه من الوراثة، والتربية، والمجتمع المحيط.
وشدد على أهمية تنحية هذا المثلث جانبا من حياة أى إنسان، والذي يتعمد البعض التعلل به والظهور من خلاله بمظهر الضحية للهرب من إلقاء اللوم عليهم، أو محاولة العمل على تغيير هذه الخصال الذميمة التي تؤذي الآخرين، مشيرا إلى أن كل إناء ينضح بما فيه ولا مجال لآية أعذار وحجج غير منطقية.